الاثنين، 31 أكتوبر 2011

الفقد



ينظر إلى الفقد وبكل أستهزاء تصدح ضحكته بملء حنجرته،
يسحبني مع ياقتي ويرمني فوق أرض مكمومة بالشهقات،
وبكل كبرياء يتكئ بساعده على صدري..


"أنا الفقد أنا الفقد..


رسول مبعوث من الموت أو الغياب أنا وجع لاينتهي،
رفيق كل أحبابك ..

يزمجر بداخل أذني بكل طنطنة وتشويش..

أنا مصدر عذاب، وعاذل كل العشاق، وأبقى أيضًا، ذلك الشبح المهيمن..

المتأهب، الماثل أمام المريض، والقابع بذاكرته والمتحدث بلسان الشعراء..

شئتم أم أبيتم، سأظل وراء تشيد القبور، وحسرة الأحياء بفقدهم وهم على قيد الحياة..

وهذا أشد ألم يصدر مني، حرمان من تحبوّا، والفارق بينكم المسافات..

أبقى تلك الزفرات الصادره من حنجرة الساهرين،
في ليل بهيم يشكونه علي..

ولايعلمون بأن شكواهم المنبعثه بصدق تطربني فأتمرد وأتعملق أكثر..

يهابني الجميع ،الملك منكم كان أو الفقير،
المريض منكم أو الصحيح..

يضحكني غبائكم، إنكاركم لي، سواء كان بوهم أنفسكم،
أو التمادي بانتظار الغائبين، أنا حقيقة بعثها الله وجعلها محور أقداركم.."

نظرت إليه بعد أنا أطبق فمه وقلت له أنت الحقيقة الوحيدة،
التي بقدر ماتؤلمنا إلا أنها تشعرنا بفقد من غادروا،
تبقى أليم ولكن لولاك أنت لما نظرنا بتحسر على من مضى ورحل،
تبقى أنت بقدرنا أكذب الصدق حينما نهرول صوب النسيان نطلب..

أنا يحتوينا أكثر من صدمة واقعك الملم بنا،
وتبقى ايضا أصدق الكذب حينما نجبر الكسر داخل أعماقنا،
ونعترف رغم كرهنا لهذا الإعتراف،
بأنك أنت المفردة الشجيه على شفاة ذكرى من أنتزعتهم،
إذا رأينا إلى من رحلوا أو ماتوا نظرة حسرة وشغف،
يالله أقسم لولاك لما نظرنا إليهم هكذا..


(( بقلم: فـــيروز ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق